0

آداب الطعام والشراب في الإسلام وأثرها في صحة الإنسان

 

سوف نتناول اليوم آداب الطعام والشراب في الإسلام وأثرها في صحة الإنسان ولقد علمنا الإسلام كيف نتصرف في جميع جوانب حياتنا، سواء كان أثناء الإحتفال، أو الحزن على فراق أحد الأحباء، وكذلك تعلم آداب الطعام والشراب في الإسلام حيث علمنا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الطريقة الصحيحة لعمل الأشياء، بالطريقة التي ترضي الله عز وجل، ومن آداب الطعام والشراب في الإسلام أننا نأكل الطعام لتغذية أجسادنا، لكي نعيش حياتنا ونقوى على طاعة الله وعبادته سبحانه وتعالى، وكذلك طريقة تناوله له تأثير على سلوكنا وصحتنا.

 

 

تعرف على أهم آداب الطعام والشراب في الإسلام

الطعام والشراب الذي نختار تناوله ، يؤثر علينا، عبارة “أنت ما تأكله” ليست فراغًا من الحقيقة، حيث يركز الإسلام على الأكل بطريقة متواضعة وشاكرة لله ومراعاة لأجسادنا، فيما يلي بعض الروايات من السيرة النبوية الشريفة، والتي تسلط الضوء على الطريقة التي يجب أن يأكل ويشرب بها المسلم وكذلك ما يجب أن يأكله ويشربه.

 

  1. أكل ما هو حلال وطيب في الإسلام

  •     ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم “أيها الناس! إن الله طيب بالتأكيد ولا يقبل إلا الطيب”، وقد أمر الله المؤمنين بما أمر به الأنبياء.
  •     عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}” [المؤمنون: 51]
  •     لقد ذكر الله (في جزء آخر من القرآن) يا أيها الذين آمنوا كلوا من الطّعام الطّاهر والصحيّ الذي أنعم الله به.
  •     حيث َقَالَ عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]
  •     ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟ “(مسلم، بَابُ قَبُولِ الصَّدَقَةِ مِنَ الْكَسْبِ الطَّيِّبِ وَتَرْبِيَتِهَا، ح/١٠١٥)
  •     من هذا السرد نتعلم أشياء كثيرة، منها من استوفى معايير قبول دعوته، حيث رفضت دعوته لأنه أكل شيئا لم يكن حلالا، فكيف يمكن قبول دعوته؟.

 

  1. عدم إضاعة الطعام

  •     تشير التقديرات إلى أن الكثير من الطعام يهدر في العديد من الدول، خاصًة في المملكة المتحدة، التي تهدر ما يقرب من 7 ملايين طن من الطعام كل عام، بالاضافة الى بعض الدول العربية.
  •     إهدار الطعام هو علامة على عدم الامتنان لله، إذا كان الطعام يمكن تناوله فلا يجب إهداره.
  •     حيث ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” سورة الاعراف الاية (31).

 

  1. تناول كمية قليلة من الطعام

  •     عَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ. بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ (الترمذي، بَابُ مَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ كَثْرَةِ الأَكْلِ، ح/٢٣٨٠)
  •     يجب على الفرد استهلاك ما يكفي من اللقم من الطعام؛ فقط للحفاظ على ظهره مستقيماً، ولكن إذا كان مصراً على تناول أكثر من الحد الأقصى، فيجب أن يكون ثلث معدته للطعام، والثلث الثاني للماء، والثلث الأخير يتركه فارغًا للتنفس.

 

  1. تناول الطعام بثلاثة أصابع

  •     يروي كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاثة أصابع.
  •     عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ (مسلم، بَابُ اسْتِحْبَابِ لَعْقِ الْأَصَابِعِ وَالْقَصْعَةِ، وَأَكْلِ اللُّقْمَةِ السَّاقِطَةِ بَعْدَ مَسْحِ مَا يُصِيبُهَا مِنْ أَذًى، وَكَرَاهَةِ مَسْحِ الْيَدِ قَبْلَ لَعْقِهَا، ح/٢٠٣٢).
  •     أضرار الإفراط في تناول الطعام كثيرة، إن تناول الكثير من الطعام لا يعطي طاقة إضافية، بل إنه يجهد الجهاز الهضمي، ويترك الطعام غير مهضوم، الأضرار ليست جسدية فحسب، بل روحيًا أيضًا، مما يجعل المرء يشعر بالكسل في عبادة الله.

 

  1. لعق الأصابع أو السماح بلعقها

يُظهر لنا لعق الأصابع أيضًا مدى الدقة التي يجب أن نكون عليها في عدم إهدار الطعام، حتى يجب استهلاك الطعام المتبقي على أصابعنا، وأخذ البركة من ذلك.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا (البخاري، بَابُ لَعْقِ الأَصَابِعِ وَمَصِّهَا قَبْلَ أَنْ تُمْسَحَ بِالْمِنْدِيلِ، ح/٥٤٥٦)

 

  1. مسح وتناول اللقمة التي سقطت

  •     عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َقَالَ:إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ، قَالَ: فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ (مسلم، بَابُ اسْتِحْبَابِ لَعْقِ الْأَصَابِعِ وَالْقَصْعَةِ، وَأَكْلِ اللُّقْمَةِ السَّاقِطَةِ بَعْدَ مَسْحِ مَا يُصِيبُهَا مِنْ أَذًى، وَكَرَاهَةِ مَسْحِ الْيَدِ قَبْلَ لَعْقِهَا، ح/٢٠٣٤).
  •     يتضح من هذه النقاط المذكورة أعلاه مدى تركيز الإسلام على عدم إهدار الطعام، إلى الحد الذي ينبغي فيه تناول الطعام المتبقي على الطبق والأصابع وكذلك أي لقمة سقطت.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *