أثر نمط الأسرة المتسامح فى تربية الأبناء

يعتبر نمط الاسرة المتسامح فى أغلب الاحيان نموذجا جيدا ، فنمط هذه الاسرة لا يسوده جو  التوافق فى الرغبات ، أو يجمعها مسئولية مشتركة ، فكل فرد فيها مشغول باهتمامته الشخصية التى تأخذ كل وقته وتفكيره ، ويتصورون أن حرية كل منهم هى منتهى التحضر ، وأن له مطلق الحرية فى التصرف دون مسئولية تجاه الآخرين ، فيرى الأب مثلا أن مجرد تواجده مع باقى أفراد الاسرة داخل محيط المنزل وما يوفره لهم من مأكل ومشرب ومتطلبات ،يكفى لاقامة حياة أسرية بالمعنى الصحيح وهذا خطأ ، وقد يسمى هذا السلوك بالحرية غير المسئولة ، فكل من الوالدين يلقى بالمسئولية على الطرف الآخر فيما يتعلق بالمسئوليات الواجبة ، وكيفية التعامل مع الآبناء وتربيتهم وإشباع رغباتهم فى جميع مراحل عمرهم ؛ لذا يفتقد هذا المنزل إلى القدوة والنموذج مما يؤثر على سلوك الاولاد ، ويشعرهم بالوحدة وعدم الانتماء والانزلاق نحو الاخطاء ، وعدم إقامة رابطة قوية بين أفراد الاسرة ، فتفقد تلك الاسرة المعنى والمضمون والتى تتمثل فى الفشل الدراسى أو الانحراف او تعاطى المخدرات وما إلى ذلك من الاعمال التى يوفرها لهم غياب الرقابة والرعاية الاسرية .