Site icon مجلة هو وهي

إختيار الصُحبة سبب في أن يكون طريقنا للجنة أو النار

الصُحبة الصالحة 

بسم الله والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا مُحمد خيرُ البرية وصفوة البشرية صلَّ الله عليهِ وسلم .

– قبل المُضي في موضوعنا دعُوني أُمثّل لكم هيكل الصداقة والصُحبه ومدي تأثيرها علي حياتنا .

يُصيب الفيرس كَبِد الشخص دون أن يشُعر في بادئ الأمر وسُرعان مايتَفَشَّي ويتَضَخَّم حتي يقضي علي الكَبِد كُلياً وتنتهي حياة هذا الشخص نتيجة خُبث هذا المرض .

معُظمنا مُحاط بالفاسدين دون أن يشعر ونظنهم هم خير صُحبه ، ولنْ تشعر بها إلا وأنت في وحل مُصيبةٍ أو عينُ كارثه ، تلك الصداقة المشؤومه تقتلُ صاحبها وتجعلهُ أسفل السافلين !!

يصل تأثير الصُحبة إلي أنها تقييم للشخص ذاتهِ ” فإذا قلت لي من تُصاحب أقول لكَ منْ أنت ” ، بمجرد أنك قبلت هذا الشخص صديقاً هو تقيماً فعلّي لكَ دون أن تشعُر ، قبلت رفقته أي قبلت سماع مغامراتهِ في المعاصي والآثام وكل شئٍ يبغضهُ الله ، فأين المغنم في صُحبتهِ غير أنك تُشبههُ بالفعل ؟!

وهذا يعني أن هناك صاحبٌ يأخذك إلي طريق الله وأخر يأخذك إلي لهو و زينة الحياة الدنيا ، علماء القلوب يقولون : ” لاتصاحب من لاينهض بك إلي الله حاله ، ويدلك علي الله مقاله ” ، اي لا تصاحب من لا يوقظك من غفلتك ويُنهضك إلي طريق الله تعالي .

وعلي الجانب الأخر الجليسُ السوء كنافخِ الكِيْرِ إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة ، و الكير يكون له رائحة سيئة جداً ، وشرار يتطاير ، ونارٌ قوية حامية ، أي أن في مجالستهِ أذيً لك !

فإذا نظرنا في مجتمعنا الحالي نجد أن أسباب الدمار تكمُن في الصُحبه ، هناك دراسة علميه تقول أن الشاب يتلقي تأثيرهُ من أبيهِ وأمه وأخواته ومعلّميه وغيرهم بنسبة 40% وتأثير الصاحب وحدهُ تُقدّر بنسبة 60% !

لذلك فليضع كُلاً منَّا عينهُ وسط رأسهِ عند إنتقاء رفقتهُ فإما أن يرتقي بهم في الجنان العُليَ أو ينحدر بهم في أسفلِ جهنم عافانا الله .